طَيورُ السَّمَاءِ
كَانَتْ شَمْسُ الصَّيفِ لا تَزالُ تُشْرِقُ حينَ رَأتني جَارَتي المُبْتَسِمَةُ واقفةً في الفَناءِ الأَمامِيِّ لمنزلي وَأشارتْ إِليَّ بِهدوءٍ كَي آتي وَأَنْظر. هَمَستُ رَدًا عليها قَائِلَةً: "مَاذا؟". أَشَارَتْ إِلى أَجْرَاسِ الرِّياحِ (مَجْموعَةٌ مِنَ الأَجْرَاسِ أَو الأَنَابِيبِ المَعْدَنِيَّةِ المُعَلَّقَةِ تُصْدِرُ أَصواتًا جَميلَةً عِنْدَمَا تُحَرِّكُها الرِّيحُ وَتَجْعَلُها تَصْطَدِمُ بَعْضَها بِبَعضٍ) المُعَلَّقَةِ عَلى شُرْفَةِ مَنْزِلِها الأَمَامِيَّةِ، وَالَّتي كَانَ فَوقُها عِشٌ مِن القَشِّ، وَهَمَسَتْ قَائِلَةً…
تَخَيُّلُ مُسْتَقْبَلٍ مُخْتَلِفٍ
دُعِيَ ثَلاثُمائَةٍ طَالِبٍ مِنْ طُلَّابِ المَدَارِسِ الإِعْدَادِيَّةِ وَالثَّانَوِيَّةِ مِنْ بَلْدَةِ نِيوديشا بِولايَةٍ كَانْساس إِلى اجتماعَ مُفاجِئ فِي المَدرَسَةِ. ثُمَّ جَلسوا وَهم غَيرُ مُصَدَّقين مَا سَمعوه مِن أَنَّ زَوجين تَرْبُطهما روابطٌ بِبَلْدَتِهم قَرَّرَا دَفْعَ الرُّسومِ الجَّامِعِيَّةِ لِكُلِّ طَالِبٍ فِي بَلْدَةِ نِيوديشا لِمُدَّةِ خَمْسَةٍ وَعِشرينَ سَنَةٍ قَادِمَةٍ. أُصِيبَ الطُّلابُ بِالذُّهولِ وَالفَرَحِ وَالبَكَاءِ.
كَانَتْ نِيوديشا قَدْ تَعَرَّضَتْ لِضَرْبَةٍ اقْتِصَادِيَّةٍ شَديدَةٍ، جَعَلَتْ العَديدَ مِنَ…
حِزنٌ وَامتنانٌ
بَعْدَ وَفاةِ أُمي، اقتربتْ مِني إِحدى زَميلاتِها المَريضاتِ بِالسرطانِ، وَقَالَتْ وَهي تَبكي: "كَانَتْ وَالِدتُكِ لَطيفَةً جِدًّا مَعي، يُؤسفني مَوتُها .... بَدلًا مِني".
قُلْتُ لَها: "لَقَدْ أَحَبَّتكِ أُمي، وَقَدْ صَلَّينا لِكي يُبْقيكِ اللهُ حَتى تَري أَولادَك يَكبرون". بَكَيتُ مَعَها وَأَنا أُمْسِكُ يَدَها وَطَلَبتُ مِنَ اللهِ أَنْ يُسَاعِدَها لِتَحْزَنَ بِسَلَامٍ. وَشَكَرتُهُ أَيضًا عَلى غُفْرَانِهِ الَّذي سَمَحَ لَها بِمُوَاصَلَةِ حُبِّها لِزَوجِها وَطِفليها.
يَكْشِفُ…
بَيتُ قُلوبِنا الحَقِيقِيُّ
كَانَ "دُوبي الكَلْبُ العَجيبُ" كُولِي هَجين (كُولي وَكَلبُ الرَّاعي الانجليزِيِّ)، قَدْ انْفَصَلَ عَنْ أُسْرَتِهِ عِندما كَانوا فِي إِجازةٍ صَيفِيَّةٍ مَعًا عَلى بَعدِ 2200 ميل (3540 كم تَقريبًا) مِنْ بَيتِهم. بَحَثَتْ الأُسْرَةُ فِي كُلِّ مَكانٍ عَنْ حَيوانِهم الأَليفِ المَحبوبِ، لَكِنَّهم عَادوا بِدونِهِ فِي حُزنٍ وَخَيبَةِ أَمَلٍ.
بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ، قُرْبَ نِهايَةِ فَصْلِ الشِّتَاءِ، ظَهَرَ بُوبي وَهو هَزيلٌ لَكِن بِعَزمٍ شَديدٍ عَلى…
اخْتِبَارُ المِرآةِ
سَأَلَ عُلَمَاءُ النَّفْسِ عِندَما كَانوا يُجْرونَ اخْتِبَارَ التَّعَرُّفِ عَلى الذَّاتِ الأَطفالَ، "مَنْ في المرآة؟"
فِي عُمُرِ الثَّمانِيَةِ عَشر شَهرًا أَو أَقَلْ، عَادَةً لَا يَرْبطُ الأَطفالُ بينَ أَنْفُسِهم وَبَينَ صُورَتِهم فِي المِرآةِ، لَكِنْ مَع نُموِّهم يُمْكِنُهم فَهمُ أَنَّهم يَنظرونُ إِلى أَنْفُسِهم فِي المِرآة. يُعْتَبَرُ التَّعَرُّفُ عَلى الذَّاتِ عَلامَةً هَامَّةً عَلى النُّمُوِّ الصِّحِيُّ وَالنُّضوجِ.
(ذَلِكَ الاخْتِبَارُ) هَامٌّ أَيضًا لِنُمُوِّ المُؤمنين. يَضَعُ يَعْقوبُ…
نِعْمَةُ اللهِ الوَدِيعَةِ
كَتَبَتْ الشَّاعِرَةُ إِيميلي دِيكنسون: "قُلْ كُلَّ الحَقيقَةِ لَكِنْ بِطَريقَةٍ مُتَدَرِّجَةٍ"، مُقْتَرِحَةٌ ذَلِكَ لِأَنَّ حَقَّ اللهِ وَمْجِدَهِ قَوِيَّانِ جِدًّا بِالنَّسبةِ لِفَهمِ البَشَرِ الضُّعَفاءِ وَتَلَقِّيهما بِالكَامِلِ عَلى الفَورِ (فِي جُرْعَةٍ وَاحِدَةٍ)، مِنَ الأَفضلِ لَنا تَلَقِّي وَمُشَارَكَةُ نِعْمَةِ وَحَقِّ اللهِ بِالتَّدِريجِ- بِلُطْفٍ وَبِشكَلٍ غَيرِ مُبَاشَرٍ. لِأَنَّ "الحَقِيقَةَ يَجِبُ أَنْ تُشْرِقَ وَتُبْهِرَ بِالتَّدريجِ وَإِلَّا أًصيبَ كُلُّ إِنسانٍ بِالعَمى (نَتِيجَةَ نُورِ الحَقِّ البَاهِرِ)".
قَدَّمَ الرَّسولُ…
انْظُرْ للثِّمَرِ
"هَلْ يَتَفَضَّلُ (الشَّخْصُ) الحَقِيقِيُّ بِالوقوفِ؟" ذَلِكَ هُو الطَّلَبُ المَأْلوفُ فِي نِهَايَةِ لُعْبَةِ بَرْنَامَجِ "قُلْ الحَقيقَةَ". تَقومُ لَجْنَةٌ مُكَوَّنَةٌ مِنْ أَرْبَعَةِ مَشَاهيرٍ بِطَرحِ أَسْئِلَةٍ عَلى ثَلاثَةِ أَشْخَاصٍ يَدَّعِي كُلٌّ مِنهمْ أَنَّهُ نَفسُ الشَّخْصِ. بِالتَّأكِيدِ هُناكَ شَخصان مُدَّعيان، وَمَتروكٌ لِلَّجْنَةِ تَخْمينُ مَنْ فِيهم هو "جُوني مَاركس الحَقيقيُّ"، الَّذي كَتَبَ كَلِماتِ أَغاني فِيلم "رودولف، الرَّنَّةُ ذَاتُ الأَنْفِ الأحمر". اكْتَشَفَ المَشاهيرُ مَدى صُعُوبَةِ مَعْرِفَةِ…
إِلى أَينَ أَذْهَبُ
كَانَ كُلُّ شَخْصٍ فِي المَدْرَسَةِ الثَّانَوِيَّةِ مُعَجَبًا بِتَوَجُّهِ جَاك الهَادِئِ وَمَهاراتِهِ الرَّيَاضِيَّةِ. كَانَ يَشْعُرُ بِالسَّعَادَةِ وَهو يُرَكِّبُ لَوحَ التَزَلُّجِ فَوقَ مُنْحَدِرٍ عَلى شَكلِ نِصْفِ دَائِرةٍ وَيَنْزَلِقُ وَهو يُمْسِكُ بلَوحَ التَزَلُّجِ بِيدِ وَبِاليَدِ الأُخرى يَتَوَازَنُ.
قَرَّرَ جَاك أَنْ يَتْبَعَ يَسوع بَعْدَمَا بَدَأَ يَحْضُرُ كَنيسةً مَحَلِّيَةً. حَتَّى تِلكَ الَّلحْظَةِ كَانَ يُعَاني مِن صِرَاعَاتٍ أُسَرِيَّةٍ وَمِنْ تَعَاطِي المُخَدِرَاتِ لِتَخْفيفِ آلامِهِ. لِفَتْرَةٍ مِنَ الوَقْتِ…
وِعَاءُ حُبوبِ القَهوَةِ
أَنَا لَسْتُ مِمَنْ يَحْتَسونَ القَهوةَ، لَكِنَّ شَمَّ رَائِحَةِ حَبَّةِ قَهْوَةٍ يَجْلُبُ لِي لَحْظَةً مِنَ العَزَاءِ وَالحُزْنِ وَالفُقْدَانِ. عِنْدَمَا كَانَتْ ابْنَتُنا المُرَاهِقَةُ مِيليسا تُجَهِّزُ غُرْفَتَها بِشَكلٍ فَريدٍ خَاصٍّ بِها، مَلأَتْ أَحَّدَ الأَوعِيَةِ بِحُبوبِ القَهْوَةِ لِتَمْلَأَ غُرْفَتَها بِرَائِحَةٍ دَافِئَةٍ مُمْتِعَةٍ.
لَقَدْ مَرَّ مَا يَقْرُبُ مِنْ عَقْدَينِ مِنْذُ انتهاءِ حَياةِ مِيليسا عَلى الأَرضِ بِسَبَبِ حَادِثِ سَيَّارةٍ وَهِي فِي سِنِّ السَّابِعَةِ عَشر، لَكِنْ لَا…
مِنَ القَلْبِ
قَدْ تَبدو مَهَمَّةُ الإِنقاذِ المُسَمَّاةُ "عَمَلِيَّةَ فُلْكِ نُوح" أَمْرٌ مُمْتِعٌ بِالنِّسْبَةِ لِمُحِبِّي الحَيوانَاتِ، لَكِنَّها كَانَتْ كَابوسًا لِجَمعِيَّةِ نَاسو للرِّفقِ بِالحيوانِ. بَعْدَ تَلَقي شَكاوي مِنْ ضَوضاءٍ وَرَوائِحٍ كَريهَةٍ جِدًا قَادِمَةٍ مِنْ مَنْزِلٍ مُعينٍ، دَخَل عَامِلو الجَّمْعِيَّةِ إِلى مَنْزِلٍ بِـ لُونج أَيلاند فَوَجَدوا أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعمائة حَيوانٍ يَعيشُ فِي ظُروفٍ صَعْبَةٍ وَبِيئَةٍ قَذِرَةٍ، فَقَاموا بِنَقْلِها.
قَدْ لَا نَحْتَفِظُ بِمِئَاتِ الحَيَوَانَاتِ فِي أَوْضَاعٍ…